مشهد المجون والشعر أيام الرشيد - ادراك

بحث في الموقع

https://idrak4.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

الاثنين، 15 يناير 2018

مشهد المجون والشعر أيام الرشيد



اجتمع أبو نواس، والفضل الرقاشي، والحسين الخليع، وعمرو الوراق، ومحكم بن رزين، والحسين الخياط في منزل عنان فتناشدوا إلى وقت العصر، فلما أرادوا الانصراف قالوا: أين نحن الليلة؟ فكل قال: عندي؟ فقالت عنان: بالله قولوا شعراً وارضوا بحكمي، فقال الرقاشي:
عذراء ذات احمرارٍ ... إني بها لا أحاشي
قوموا نداماي رؤوا ... مشاشكم من مشاشي
وناطحوني كئوساً ... نطاح صلب الكباش
وإن نكلت فحلٌّ ... لكم دمي ورياشي
فقال أبو نواس:
لا بل إلي ثقاتي ... قوموا بنا بحياتي
قوموا نلذ جميعاً ... بقول هاك وهات
فإن أردتم فتاةً ... أتيتكم بفتاتي
وإن أردتم غلاماً ... صادفتموني مؤاتي
فبادروه مجوناً ... في وقت كل صلاة
وقال الحسين الخليع:
أنا الخليع فقوموا ... إلى شراب الخليع
إلى شرابٍ لذيذٍ ... وأكل جدي رضيع
ونيك أحوى رخيمٍ ... بالخندريس صريع
قوموا تنالوا وشيكاً ... مثال ملك رفيع
وقال الوراق:
قوموا إلى بيت عمرو ... إلى سماع وخمر
وساقيات علينا ... تطاع في كل أمر
وبيسري رخيمٍ ... يزهو بجيد ونحر
فذاك بر وإن ... شئتم أتينا ببحر
هذا وليس عليكم ... أولى ولا وقت عصر
وقال محكم بن رزين:
قوموا إلى دار لهوٍ ... وظل بيت دفين
فيه من الورد والمر ... زنجوش والياسمين
وريح مسك ذكي ... وجيد المرزجون
قومو فصيروا جميعاً ... إلى الفتى ابن رزين
فقال الحسين الخياط:
قضت عنان علينا ... بأن نزور حسينا
وأن تقروا لديه ... بالقصف واللهو عينا
فما رأينا كظرف ... الحسين فيما رأينا
قد قرب الله منه ... زيناً وباعد شيئا
قوموا وقولوا أجزنا ... ما قد قضيت علينا
وقالت عنان:
مهلاً فديتك مهلاً ... عنان أحرى وأولى
بأن تنالوا لديها ... أسنى النعيم وأحلى
فإن عندي حراماً ... من الشراب وحلا
لا تطمعوا في سوائي ... من البرية كلا
يا سادتي خبروني ... أجاز حكمي أم لا
فقالوا جميعاً: قد أجزنا حكمك وأقاموا عندها.
قال: وكتبت عنان إلى الفضل بن الربيع:
كن لي هديت إلى الخليفة سلما ... بوركت يا بن وزيره من سلم
حث الإمام على شراي وقل له ... ريحانةٌ ذخرت لأنفك فاشمم
وكانت عنان تتوقى أبا نواس، وتخاف مجونه وسفهه، وفيها يقول:
عنان يا من تشبه العينا ... أنتم على الحب تلومونا
حسنك حسن لا يرى مثله ... قد ترك الناس مجانينا
فتهيأت لأبي نواس، وتصنعت له، إلى أن صار إليها، فرأى عندها بعض وجوه أهل بغداد، فأحب أن يخجلها، فقال لها:
ما تأمرين لصب ... يكفيه منك قطيره
فقالت:
إياي تعني بهذا ... عليك فاجلد عميره
فقال:
إني أخاف وربي ... على يدي من عبيره
فقالت:
عليك أمك نكها ... فإنها كندبيره
فأخجلته، وشاع الخبر حتى بلغ الرشيد فاستظرفها، وطلبها من الناطفي، فحملت إليه فقال لها: يا عنان، قالت: لبيك يا سيدي، فقال: ما تأمرين لصب؟ قالت: قد مضى الجواب في هذا يا أمير المؤمنين، قال: بحياتي كيف قلت؟ قالت: قلت:
إياي تعني بهذا ... عليك فاجلد عميره
فضحك الرشيد وطلبها من مولاها، فاستام فيها مالاً جزيلاً، فردها.
من كتاب المحاسن والأضاد للجاحظ ج1 ص59 وكتاب الاماء الشواعر ج 1 ص3


  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: مشهد المجون والشعر أيام الرشيد Description: Rating: 5 Reviewed By: تنوير
Scroll to Top